التعليم الإلكتروني في المملكة- رؤية طموحة نحو مستقبل رقمي مزدهر

المؤلف: عبدالله بن رابح الشريف09.20.2025
التعليم الإلكتروني في المملكة- رؤية طموحة نحو مستقبل رقمي مزدهر

في رحاب وطننا الشامخ، مهد الرسالة السماوية ومنبع الحضارة والتقدم، ومع إشراقة رؤيته الطموحة المباركة، نشهد قفزات نوعية وتحقيقًا للأحلام والتطلعات، مواكبين مسيرة التطور بل متجاوزين إياها في كثير من الأحيان، وذلك بفضل دعم قيادة رشيدة طموحة، جعلت من رفعة شأننا هدفًا لا يضاهى ولا ينافس.

إذ لا نعيش في معزل عن العالم، بل نحن جزء لا يتجزأ منه، نشارك في ثورة تقنية مذهلة ومتسارعة الوتيرة، فما يكاد ينقضي يوم حتى نبشر بمنتج إلكتروني مبتكر، هذا التسارع والتقدم التقني هما عنوان عصرنا وسبيلنا نحو التطور والتميز، وقد امتد أثره ليشمل مختلف مناحي حياتنا، وفي مقدمتها التعليم، الركيزة الأساسية لكل نهضة، والذي أولته دولتنا اهتمامًا بالغًا، ساعيةً لجعله تعليمًا متطورًا يواكب مستجدات العصر، وقد تجسد ذلك في قرار تأسيس المركز الوطني للتعليم الإلكتروني، الذي صدرت قواعده التنفيذية مؤخرًا، والذي فرضه الواقع المعاش، سواء كان عن بُعد أو مدمجًا أو متزامنًا، ليضاهي التعليم الاعتيادي المباشر، دون تفرقة في قيمة الشهادة، هذا بالإضافة إلى نجاحنا الباهر وغير المسبوق في التعليم العام عبر منصة مدرستي وغيرها من المنصات في التعليم العالي، والتي فرضتها ظروف جائحة كورونا، مما حفز مؤسسات التعليم العالي على تلبية متطلبات التعليم الإلكتروني وتنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس للاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة، هذه التقنية أسهمت في إثراء عمليتي التعليم والتعلم، وتيسير الوصول إلى المعرفة وتخزينها، وتعزيز التواصل بين المجتمعات المختلفة، ووفرت بيئة تعليمية تفاعلية غنية بالمصادر المتنوعة، متجاوزةً قيود المكان والزمان، ومعتمدةً على التعلم الذاتي والتفاعل الفعال بين المتعلمين والمعلمين، فضلاً عن تطوير استخدامات الحاسوب وتطبيقاته في التعليم، واستغلال الإمكانات الهائلة للإنترنت والمناهج والفصول الإلكترونية.

لقد تبوأ التعليم الإلكتروني مكانة مرموقة في العملية التعليمية، لما له من دور فعال في إتاحة المراجع العلمية والمحتوى المقرر بأسلوب جذاب وعلى مدار الساعة، ومساهمته القيمة في استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب، وتسهيل التواصل المثمر بين المعلم وطلابه من خلال الصفحات الإلكترونية التفاعلية.

وانطلاقًا من هذا المنطلق، يجب على جميع المعنيين بالتعليم الإلكتروني أن يتكاتفوا ويعملوا بروح الفريق الواحد؛ لنشر الوعي بين مختلف شرائح وفئات المجتمع حول الخسائر المحتملة والمآلات الوخيمة الناجمة عن التأخر في تبني ونشر وتطبيق التعليم الإلكتروني، ولا شك أن الفرصة قد سنحت لمؤسسات التعليم العام والعالي للاستفادة من الأدوات والتقنيات الرقمية الحديثة وتطبيقاتها المتنوعة، وبالرغم من حداثة دخول الحاسوب وتطبيقاته إلى حقل التعليم، والاستعانة بالإنترنت في العملية التعليمية، والسعي الحثيث نحو زيادة توظيف التقنية في التعليم، والعمل الدؤوب على تطوير العلاقة بين التعليم والتقنية من خلال التعليم الإلكتروني، الذي يعد وسيلة تعليمية تعتمد على آليات الاتصال الحديثة من حواسيب وشبكات ووسائط متعددة من صوت وصورة ورسومات وآليات بحث ومكتبات رقمية، وبوابات الإنترنت المتنوعة، سواء كان التعليم عن بعد أو باستخدام التقنية بشتى أنواعها لإيصال المعلومة للمتعلم بأقل جهد وأقصر وقت وبأكبر فائدة، إلا أنه في تطور دائم ومستمر، بل تحول إلى صناعة عالمية ضخمة تهتم بها كبرى الشركات المحترفة، كونه سوقًا واعدة وسريعة النمو، إذ يتضاعف حجمه لأكثر من الضعفين سنويًا، ويعود هذا التسارع والنمو الهائل لهذا النمط من التعليم إلى ما يقدمه من خدمات جليلة للمؤسسات التعليمية ومنسوبيها، من رفع لمستوى الجودة لبرامجها المتنوعة، وتوفير مصادر متجددة للمعرفة لا تنضب، وزيادة الفاعلية في أساليب التدريس، وتوسيع نطاق انتشار البرامج التعليمية لتتخطى حدود المكان وتصبح عالمية، ليتمكن الطلاب من جميع أنحاء العالم من الاستفادة منها بتكاليف مادية ميسرة، فمن جلائل فوائده أنه يساهم بفعالية في حل المعضلات والتحديات التعليمية الناجمة عن تزايد أعداد الطلاب وازدياد الوقت والتكلفة والجهد المبذول، وتحسين مخرجات التعليم.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة